بيان مشترك
بيان مشترك
نظرا للتصريحات المناهضة للمهاجرين واللاجئين ونتيجةً للمعلومات المغلوطة المستمرة بالتداول في الآونة الأخيرة فقد شهدنا عمليات قتل ونهب واعتداءات تمت في مدينة أنقرة ليلة ١١ آب ٢٠٢١ في منطقة آلتنداغ) Altındağ(. شهد ذلك اليوم اشتباكاً بين مجموعتين أدى إلى جرح شخصين وعلى إثره فقد الشاب أميرهان يالتشن )Emirhan Yalçın( حياته متأثراً بجراحه نتيجةً لاشتباك المجموعتين في تلك المنطقة. خبر وفاة الشاب أدى إلى قيام بعض المجموعات بتنظيم أنفسهم بشكل سريع ومهاجمة منازل وأماكن عمل السوريين في منطقة آلتنداغ. ماحدث يجب أن يكون درساً لنا جميعا إذ أن ماحصل يظهر لنا الحال الذي يمكن أن تأخذنا إليه جرائم الكراهية والتعابيرالإقصائية والاعتداءات والهجمات على المهاجرين واللاجئين عند استخدامها كذريعة لتنفيس الغضب نتيجة للصعوبات الناتجة عن تفشي وباء كورونا، المخاوف الأمنية، تردي الأوضاع الاقتصادية والتوترات السياسية والاجتماعية طويلة الأمد في تركيا
يتم ذكر موضوع الهجرة مرارا وتكرارا كجزء لايتجزأ من عالم اليوم. وعليه، لايمكن اعتبار الهجرة دوما كمشكلة بالضرورة إذ أن الهجرة تحمل في طياتها إيجابيات وقادرة على مساعدة المجتمعات على التقدم. حصد هذه الإيجابيات يعتمد على سياسات الهجرة وإدارة الهجرة في البلدان المستضيفة للمهاجرين واللاجئين
يمكن للمهاجرين واللاجئين الذين تركوا بلدانهم بحثا عن سبل عيش أفضل أو سعيا للأمن والأمان حفاظا على أرواحهم في بلدان أخرى أن يختبروا صعوبات جديدة جنبا إلى جنب مع مواطني الدول المستضيفة للمهاجرين واللاجئين بحال وجود سياسات هجرة وإدارة هجرة غير مكتملة الأركان. التغلب على هذه الصعوبات وتصويب وتصحيح سياسات الهجرة إدارة الهجرة هي من مسؤلية حكومات الدول المستضيفة وليست من مسؤلية الأشخاص سواء كانوا مواطنين أو مهاجرين أو لاجئين
وفقا لما ذكر، من غير المقبول أن يتم تهميش واستهداف المهاجرين واللاجئين الذين اضطروا للقدوم أو اللجوء إلى تركيا خاصة وأنهم يتعرضون لأشد أشكال العنف والاستغلال في حياتهم اليومية .كذلك، إلقاء اللوم على المهاجرين واللاجئين في ظل غياب سياسات مستدامة للهجرة والاندماج يتجاهل حقيقة أنهم الضحايا الفعليون لكل ما حدث ولا يزيد الوضع إلا سوء اً
ما نشهده اليوم هو غضب في غير محله، غضب شعب فقد إرادته في التعبيرعن مشاكله ومطالبة سياسيّه بحلها، غضب موجه نحو المهاجرين واللاجئين الذين هم أضعف فئات المجتمع و أكثرهم حرمانا. الوصول لهذا الحال لايمثل إلا ضربة قوية وانتقاصا من هوية ونوعية المجتمع المراد
نحن بصفتنا منظمات غير حكومية ومراكز أبحاث للهجرة ومؤسسات معدة ومنتجة للبيانات في مجال الهجرة، ندعو جميع الأطراف في غضون هذه الفترة الحساسة إلى ضرورة الابتعاد عن خطابات الكراهية و مناقشة هذا الموضوع بهدوء دون الوقوع في فخ التمييز والعنصرية. كذلك فإننا نؤمن بضرورة الصراحة و الشفافية التامة مع العامة حول السياسات التي يتم تطبيقها فيما يتعلق بموضوع الهجرة وبضرورة والتخلي عن أوجه عدم اليقين والمقاربات التعسفية التي أصبحت تشكل تهديد اً للمهاجرين واللاجئين. إضافة إلى ذلك، يجب على الفور إيقاف خطاب الكراهية ولغة التمييز التي تشعل التوتر في المجتمع إذ يمكن يمكن أن تقود إلى نقطة لا يمكن السيطرة عليها
أخير اً، على كل دولة الامتثال للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان الأساسية التي وقعت عليها إلى جانب تنفيذ سياسات الهجرة الخاصة بها .بالنظر إلى البعد العالمي للقضية، فنحن ندعو بشكل عاجل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الوفاء بمسؤولياتها المتعلقة باللجوء والهجرة غير الشرعية. كما ونذكر بأنه على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبدلًا من استغلال دول مثل تركيا التي تستقبل حركات هجرة مكثفة كوسيلة لمنع الهجرة إلى حدودها من خلال دعمها بالمساعدات الاقتصادية فقط، بأن تبادر وتكون مسؤولة عن تنفيذ سياسة هجرة عادلة وفعالة ومستدامة
بيان مشترك